الصفحة الرئيسية › ثقافة

ثقافة حين لا يشفع العلم التونسي والدبكة اللبنانية رتابة حفل ملحم زين

لقبوه "بريّس الأغنيةّ" نسبة لتألقه في أداء أغنية "عندك بحرية" لوديع الصافي، تعلّم أبجديات الغناء، وأتقن المواويل بفضل تأثره بالمطرب العراقي الكبير ناظم الغزالي، هو سليل برنامج "سوبر ستار" اللبناني من أصول عراقية ملحم زين، الذي التقى جمهوره التونسي بعد 9 سنوات من الغياب في ليلة قرطاجنية كانت ميزتها "الرتابة" والملل رغم تسجيل "الدبكة" والصوت الجبلي حضورهما .

بعد العاشرة بقليل من مساء الخميس 2 أوت، أطل ابن البقاع اللبنانية على جمهوره ببدلته السوداء البسيطة، محاطا براقصين يحملون رايات تونس ولبنان في "دخلة" يصح وصفها "بالشعبوية"، وغير المدروسة، وتنم على كون خريج "سوبر ستار" لم يعدّ لحفله كما يجب، ولتفادي الاحراج، خيّر العزف على الوتر الحساس الذي لا يقبل النقد وهو رفع الرايات الوطنية.

ودون مقدمات استهل ملحم زين حفله، بكلمات غير مفهومة ـ تقريبا ـ ، وبصوت فاقد بريقه المعتاد، حيث غنى"نامي يا حياتي" وكعادته كان "كورال" جمهور المسرح الروماني جاهزا رقصا وغناء في لامبالاة تامة برداءة الصوت بداية الحفل وهو ما جعل نجم السهرة يتدخل ويقول "الفنان هو الحدث في أي مهرجان في العالم باستثناء قرطاج. الجمهور هو الحدث"

وعلى ايقاعات الدبكة اللبنانية، والمواويل الجبلية،راوح ملحم زين  بين الايقاعي والرومنسي، ملبيا طلبات جمهوره الذي تحوّل بأعداد محترمة ـ نظرا لكون التذكرة تخول الدخول لشخصين ـ فغنى عددا من إنتاجاته الخاصة مثل "غيبي يا شمس غيبي"، و"ظلي اضحكي"،هذه الأغنية التي كشف ملحم زين أن وراءها قصة حزينة رغم ما تبعثه من موجات ايجابية وتفاؤل، حيث أن كاتب كلماتها فادي مرجان اهداها الى شقيقته قبل وفاتها بمرض السرطان، فكتب لها "ضلى اضحكى، عيونك ما خلقت للبكى، حطك على جرحى بيطيب، ما بيسوى عمرى بلاكى”، وبنسق تصاعدي اكمل ملحم زين سهرته مرفوقا بعازف الطبل متجولا بين "شو جابك ع حينا يا صغيرة"،  "نامي ع الهدا"، "عالأواه"، "ممنونك أنا"، "بدي حبك"، "ردوا حبيبي"، "الجرح اللي بعدو"، "كل مرة"،  ومن ألحان كاظم الساهر غنى "العدل يا حبيبتي" وبالحاح شديد من جمهوره الذي لم لم يغادر المسرح الا بانتهاء الحفل غنى "أبو علي" أولى أغنياته التي اشتهر بها، وحققت له انتشارا عربيا واسعا الا وهي “ انت مشيتي وبكيت الوردة” التي أطربت الجمهور رغم أن أداءها المباشر كان مختلفا تمام الاختلاف عن التسجيل.

وقصد اضفاء شحنة من الحماسة، استضاف الفنان اللبناني في سهرته فرقة "سيف الشام" وذلك أثناء اداءه لأغنية "دلعونا"، وهنا لا بدّ من التوقف للحظة لنشير ان هذه الفرقة السورية المقيمة في تونس تعدّ من الفرق الهاوية التي لم يسبق لها أن اعتلت المسارح الكبرى وهو ما يثبت مرة أخرى أن ملحم زين استعان بعناصر هذه الفرقة في اللحظات الأخيره علّة يترك بصمة على عرضه، الذي لم يكن في مستوى ما انتظره البعض منه .

ملحم الزين، الذي تدارك تعثره بداية الحفل، واستعاد بريق صوته، وقوته، أكد خلال الندوة الصحفية التي تلت الحفل أنه يأمل في تقديم أغنية تونسية ويفكر بجدية في التعاون مع ملحن من تونس مثل "غازي العيادي" أو "صابر الرباعي" أو غيرهما، وهو ما جعله ـ ربما ـ يؤدي أغنية "وحياتي عندك" للراحلة ذكرى، قبل أن يختم سهرته بأغنية "عندك بحرية" للراحل "وديع الصافي" والتي كانت سببا في حمله لقب "ريّس الأغنية " . 

ملحم الزين هذا الفنان الذي اعتلى ركح قرطاج لأول مرة سنة 2008 صحبة ماجد المهندس ـ  أثبت ان له طاقة صوتية كبيرة وصوت جبلي متميز ينقصه بذل مجهود أكبر، من ناحية الاعداد لحفلاته شكلا، وعدم رفع شعار "السهل الممتنع".

ولأننا نقول للمحسن أحسنت، لا بد من الاشارة الى أن ما أقدم عليه ابن البقاع اللبنانية نهاية الحفل يستحق الاشادة به حيث حقّق ملحم زين حلم فتاة مقعدة كانت تقف أمام مدخل الكواليس وترغب في لقائه، وتحوّل إليها بنفسه لتحيّتها والتقاط صور معها، ومع الجمهور الذي كان في انتظاره.

سناء الماجري